.
.
.
الجزء الرابع عشر*صدفة قلبت الموازين*
مرت الايام على وتيرة واحدة الى ان وصل اليوم الموعود ،شاء القدر ان يعرف محسن الحقيقة بيوم من الايام عن طريق صدفة غريبة
في المحكمة بينما كان يزاول القاضي محسن عمله في قضية سرقة قام بها رجل وبعض اصدقائه،عرف المحامي بالرجل وكان لهدا الشخص نفس نسب محسن صعق محسن لما سمع بالامر وخاصة لما كرر النسب عدة مرات على شفاههم،كان لابد له من ان يتاكد من انه تربطه صلة ما مع هدا الشخص او فقط ما حدث كان بسبب التشابه في النسب لا غير،عندما انهى عمله توجه الى زنزانة الرجل المقبوض عليه مباشرة ،تردد في الاول لكنه كان يعرف ان هده الوسيلة الوحيدة لتاكيد صحة شكوكه،دخل شرطي الى زنزانة الرجل بدعوى انه هناك رجل جاء لزيارته،دخل الرجل لركن الزيارات ولم يجد سوى القاضي،استغرب من تواجده وساله عن السبب،لم يشر محسن في كلامه الى شيئ طلب منه فقط ادا كان يعرف شخص باسم ابيه الكامل،اجابه نعم انه عمي،حاول القاضي ان يستجمع قواه وشتات افكاره وطلب منه ان يمده بعنوانه.
كان المكان بعيدا ولم يستطيع ان يتوجه له في دلك الوقت المتاخر،عاد الى البيت ولم يزر امه في غرفتها كما عهد فعله،قضى ليلته في التفكير وخرج في الصباح الباكر للبحث عن ابيه ،او بالاحرى من يعتقده ابيه.
طوال الطريق كان يفكر في هياة ابيه كان ينتقي الكلمات ليستطيع التحدث معه،يحس بداخله بسعادة لا توصف،رغم كل شيئ،لكنه وضع قناع القساوة ليخفي ضعفه،خطوط التاريخ بجبينه تحكي كل شيئ،كان محتارا هل سيسامحه على فعلته مهما كانت ظروفه او لا ..!!الكثير من التساؤلات راودت فكر محسن.
وصل الى البيت المعني ودق بابه وفتح له طفل صغير،قال له نادي فلان الدي كان باسم ابيه،بعد لحظات خرج الاب المزعوم من البيت،نظر اليه محسن نظرة عميقة واغرورقت عيونه بالدموع لكنه لم يسمح لها بالخروج،قال له بنبرة فيها بعض الغضب :
محسن. هل انت المسمى فلان؟!!
الاب المزعوم :نعم لما تسال
محسن:ليس انا من يسال فقط،هي ايضا ،مادا تعني لك امراة اسمها تتريت بالماضي؟ومادا عن طفلها؟!!
الاب المزعوم.لمادا هده الاسئلة ،تتريت لا تعني لي شيئا!!
محسن:في غضب رد عليه،لا تكدب باي وجه تقول عن زوجتك لا تعني لي شيئا ومادا عن ابنك الدي تخليت عنه في صغره وداق طعم الحرمان ومرارته بسبب اب غير مسؤول؟!!
الاب المزعوم:اه ادن انت هو محسن،
محسن:نعم انا هو!!لما غبت كل هده المدة ؟وما هي مبرراتك على تقصيرك واهمالك وتخليك عنا.
الاب المزعوم.في غضب ،انا لست ابوك ،ادهب وابحث عنه في مكان اخر،لمادا ارسلتك الان ،انسيت انها كانت تركع لي بيوم من الايام دليلة ،بان اعيك نسبي مقابل مبلغ مالي سخيف!!
آ نسيت معروفي بهده البساطة،اسمع يا محسن انت لم تكن لك هوية بهدا المفهوم،وانا اشفقت على حالك،ولم يقبلوا ان تلتحق بالمدرسة الابتدائية لانه لم يكن لك اب ،واتت تطلبني ان اعطف عليك ،ادهب وابحث عن ابيك الحقيقي،هدا ان كان له وجود اصلا!!هدا ان رضي ان يعترف بك!
لا تزعجني مجدداا،لدي من المشاكل ما يكفيني،ولا استطيع ان اتحمل حماقاتكم مجدداا،انتم قد تخربون بيتي باقوالكم هده،انا يا اخي متزوج ولي ابنائي!!اتركوني بسلام،ولا تكرر مجيئك الى منزلي.
اغلق باب منزله وتركه واقفا في مكانه بدون حراك مدهولا كما لو كان ثملا من شدة الصدمة،كانت خواته تتعثر،وكان يحاول ان يستجمع قواه ليصل الى منزله,
بعد ساعات دخل محسن بيته وهو غاضب.
محسن: امي،امي ،امـــــي
تتريت:ركضت اليه رغم مرضها قائلة مادا بك يا بني،هدا اعصابك انت ستمرض بيوم من الايام بسبب عصبيتك
محسن(كان ينظر اليها بعيون حمراء)
هل صحيح انني لا احمل اسم ابي الحقيقي،ا صحيح انك سمحتي لنفسك ان تنسبيني لشخص غريب؟!! اجيبيني على سؤالي.!!لقد التقيت اليوم بالشخص الدي كنت اعتقده ابي..اجيبيني
تتريت:كانت خائفة ومترددة،لم تستطيع ان تصارح ابنها بدلك،تمنت الموت لحظتها،لكن مع ضغط ابنها عليها،اجابته نعم ابني لكن لا تفهم غلط..،
لم تكمل حديثها بعد حتى قاطعها ابنها،قائلا ونيران الغضب تنبعث من عيونه.
محسن:اخرجي ،اخرجي من بيتي،لا اريد ان اراكي مجددا ،انتي لستي امي ولا اريد ك ،لست بحاجة الى ام كادبة،لا اريد رايتك،اخرجي
وقفت حسناء في مكانها خائفة وطفلها اكثر،كانت تبكي عاجزة ،اقتربت تتريت من ابنها،وقالت له بصوت خافت والدموع تشق طريقها الى عيونها الدابلتين،هدا من روعك يا بني ،انا لن اتخلى عنك ابدا،انا ساتركك الان،وادا احتجت لام بيوم من الايام،ستجدني ببيتي بالريف،.
جلس على الارض منهارا ،لم يتحمل كلماتها كان كل كلامه اتركيني،انا لست بحاجة اليكي،خرجت من منزل ابنها وقلبها يتقع الى اجزاء وينزف دما
.
.
.