صلة الرحم في* زمن العولمة
في* ظل الحياة القاسية والتي* يحياها الناس وفي* غمرة الانشغال بالجري* وراء لقمة العيش وزحمة الحياة* ينسى الناس سمات وأفعال هي* من الواجبات عليهم لكنهم ضيعوها ربما عن دون قصد وربما لاستهانتهم بها وصغرها في* نظرهم،* لكن المتأمل لها والمنقب عن ميزاتها* يعرف جلالها وعظمها وقدر حاجة الإنسان إليها لأنها قد تكون سر سعادته في* الدنيا كما هي* سر سعادته في* الآخرة* .
ومن أعظم الأفعال التي* نسيناها أو* غفلنا عنها في* هذه الآونة،* صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأهل والاطمئنان عليهم وودهم رغم أن صلة الأرحام تزيد في* العمر وتبارك في* الرزق وتعمر الديار فالحبيب المصطفى قال* : " من سره أن* يبُسط له في* رزقه* _ أي* : يبارك في* رزقه ويوسع عليه أبوابه_ وأن* ينسأ له في* أثره* _ أي* : يزيد في* عمره ويبارك له فيه* _ فليصل رحمه* " وهذا الحديث* يبرهن على عظم الأجر والثواب الذي* يعود علينا نتيجة صلتنا لأرحامنا وحرصنا على ود أهلنا وزيارة أقربائنا،* فليس بعد بركة العمر والرزق بركة وهي* بركة* يحل نعيمها علينا في* الدنيا والآخرة* .ولذا* ،* صلة الرحم* يرى الإنسان خيرها في* الدنيا والآخرة* ،* حتى إن صلة الرحم هي* أكثر الطاعات التي* يرى الإنسان ثوابها ويجازى بأجرها في* وقتها في* عمره ورزقه وفي* داره وأهله فالرسول* ( صلى الله عليه وسلم* ) قال*: " إن أعجل الطاعة ثواباً* صلة الرحم وإن أهل البيت ليكونون فجاراً* ،* فتنمو أموالهم،* ويكثر عددهم* ،* إذا وصلوا أرحامهم* ..." ،* كما قال صلى الله عليه* :" صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار* يعمرن الديار ويزدن في* الأعمار* " وتأكيده صلى الله وعليه وسلم على قيمة صلة الرحم وحسن الخلق وطيب المعاملة مع الجيران إرساء ترابط المجتمع ووحدته وانتشار الحب والمودة بين أفراده ولا* يأتي* هذا إلا بصلة الرحم لكي* تتحقق العلاقة الطيبة بين الأسرة الواحدة ثم مع الجيران لتتحقق وحدة الحي* والمجتمع وبالتالي* وحدة الأمة وتماسكها في* وجهه الأمواج العاتية التي* تواجهها*.
وصلة الرحم تكون بزيارة ومودة الأهل والأقارب بداية بالأب والأم والإخوة والأخوات وباقي* الأقارب مهما قلت صلة القرابة بهم* ،* وفي* عصرنا الحالي* لا* يصعب علينا معرفة أخبار الأهل والاطمئنان عليهم ولو بمكالمة صغيرة لن تكلفنا الكثير من الوقت والمال* ،* والاستمرار على مثل هذه الاتصالات له وقعه على نفس الأقارب وإدخال المحبة والسرور لقلوبهم وإزالة الحقد* ،* الضغينة والكره من قلوبهم،* وقد* يعتقد البعض أن صلة الرحم تكون للأهل الذين توطدت بهم العلاقة وحبل الود معهم لم* ينقطع* ،* ومن* يرى هذا فقد* غفل عن المفهوم الصحيح لصلة الأرحام* .
أعزائي* زوار المنتدى واعضائه الكرام .. إذا كنت ممن* يهتم بالروابط الاجتماعية وصلة الرحم وترى أنها في* الجانب الاجتماعي* تكون أمراً* ضروريا وجزءاً* لا* يتجزأ من حياتنا الاجتماعية وما حدث فيها من تغيرات نعيشها اليوم في* عصر السرعة والتقدم العلمي* كما* يقال*.. في* رأيك* :
هل صلة الأرحام مستحيلة في* هذا العصر ؟
هل التزاور بين الأقربين أصبح عملة نادرة في* زمن العولمة؟
هل الأعمال والأشغال سبب في* تقصير الصلة والزيارة ؟
إننا نعيش في* عالم عجيب* ... هل هو زمن العولمة؟وزمن الحضارة الابن لا* يعرف عمه ولا خاله ولا عمته ولا جدته*...
الكثير من الشباب لا* يعرفون مواقع سكنى أرحامهم*...
الكثير من الشباب لا* يعرفون العلاقة التي* تربطهم مع أرحامهم*...
مواقف كثيرة نسمع عنها في الحياة الاسرية اليوم ولكن من هو السبب في* ذلك ؟* !
* في* انتظار مساهماتكم* ،* فلا تتأخروا علي---
تحياتي
م
ن
ق
و
ل