لأنني أحببتُكَ جِداً ؛ تَوَقف عَن إهمَالِي ولا تَكُن قَاسيَاً بِغِيابِك
الفَصل الثَاني
" مِن بَعد ما تِذَكرت مِيرآ سَبب وجودهَا فالمُستَشفى النَفسي , ستتعرض لأشياء أكثر وكل ما زاد الغموض زادت اللحظات التي ستتكلم مِيرآ مع نفسها لتُفَسِر وتَمحي الغَموض .. قِراءة مُمتعہ "
*ملاحظَہ الكلام بين الفاصلتين هو كلام وصوت ميراا *
.
.
‘ وألحين عَرفتُوا سبَب هذا الوَجـہ ؟ سِبَب وُجودي بِهذا المِكان ؟ هـہ , أظِن صَار يِناسِب وحدة مِثلي . كئيبـہ , وحيدة , مجنونـہ ! شنو بِقول أكثر عن كل هذا ؟ ’
الدِكتُور فتَح مِلَف جديد وانتبـہ إنها سَرحانـہ . قال بابتسَامـہ وهُو يِقطع حَبل ذاكِرَتها وشرودِها : شلونِج ي حلوة ؟
رفعَت راسهَا وطالعتـہ بنظرة عَدم اهتِمام . فَهم انـہ مالـہ داعي كل هذي المقَدِمات : خَبريني شنو هي مِشكِلتِج ؟ لا تِخافِين بساعدج .
مِيرآ : ما احتَاج أحَد يساعدنِي . أبِي أطلَع.
الدِكتُور : طَيب بسألج أسألـہ بسيطـہ حَاوِلي تِجاوبين عَلي. ما شاء اللـہ اسمج مِيرة , اسمج وايِد حلِو .
ميرآ عَصبت وقالت بِقهر : لا تِعامِلني كأني مينونـہ . " دمعَت عينهَا " آنا مَب يَاهل ولا إني مَينُونـہ .
الدِكتور زفر وقال : من عِيُوني , طيب شنو الشي اللي دايماً تتذكرينـہ وتحسينــہ مضايقنج ؟
مِيرآ نَزلَت راسهَا وسرحَت . الدِكتور : همم ؟
مِيرآ : ولا شَي.
الدكتُور : طيب , تفضلين تقعِدين بروحِج ولا مَع أهلِج ؟
مِيرآ : بروحِي.
الدِكتُور : عِندج صَديقات ؟
ما ردت عليـہ . أخذ نَفَس وقال : طَيب , تِحبين احَد ؟
قَالت ببرود : لا .
الدكتُور بطولـہ بَال : فِيج أي مَرَض لا سَمَح اللـہ ؟
ردَت بِنَفس البُرود : لا .
الدِكتُور وهو يكتب , قالت بِقَهر : متى بَطلَع مِن هنِي ؟
الدُكتور : تعَالي الأسبوع اليّاي , يُوم الثُلاثاء .
وقفَت : آنا بَطلع .
قَال : تعَالي .. اخذي هذي الوِرقـہ .
اخذتهَا وطلعَت مِن المكان .
/
‘ بَس مَب هَذا السِبَب الوَحيد . فِي مَلايين الأسباب الثَانيَة , ويُوم وَرا يُوم الأسباب يِبَينِن ويختِفي الغُموض . استَاهل اللي يصير فِيني وأكثر ’
مِشَت للسَيارة وركبَت. قالت بِقهَر : خلي النّاس يِقولون بنتِج مَريضـہ نفسياً , يمكِن بترتاحين حَزّتها .
امها ما تِكَلمت ووصلتهَا البيت . قالت : واجهي ابوج الحين , روحي قُولي لِـہ إنج انفِصَلتي . روحي قولِي لـہ إنّج كِنتي بِتقتِلين المعلمـہ لا بارك الله فِيج وفَضحتينَا قِدام خلق اللـہ .
طلعَت ميرآ بِقهر ومشَت لداخل وعلى طُول راحَت لغُرفَتهَا . صكّت الباب بقُو وقعدت على سريرهَا ونزلَن دمُوعها وبدت تشهق وهي تحِس انها بتمُوت من الظلم والقهر .
: تعالِي ي عُهود وفهميهُم اني ما قتلتج . شُوفي شلون الكِل يناديني بالسفاحـہ والنفسيـہ والقاتلـہ . حتَى لَمار صِرت أخاف اتِصِل فيها . تِخَيلي من سنـہ ما سمَعت صُوتهَا .
مسحَت دُموعها وانسدحَت على سَريرها وكأنها مَلّت من حالَتها , كأنها تعلِن إنهَا مَلّت مِن الحِزن ومَلت من الكآبہ . تذَكِرت ضحكتهَا مَع صَديقَتها عُهود وصَديقَتها لَمآر. حسَت بغَصہ وغَطت وجهها بيِدينهَا تحَاوِل تِخفي دمُوع وتِكتم شهقَاتهَا . ولكِن , هَيهَات !
عَلى الغَدا ..
أبُو مِحَمد تَوه راجِع مِن الدُوام وتَوهُم يحطُون الغِدا. أبُو مِحَمد لما شاف ولده محمد قال : هاه يَ محمد ؟ بَشر ؟
مِحمد قعد على الكِرسي : الحمد للہ , قدَمت أوراقِي للشَركہ اللي قلتهَا .
أبُو مِحمد : وشنُو راح تِكُون رتبِتك ؟
مِحمَد : مَهَندس .
ابو محَمد هز راسہ بإعجاب ولف يطِالع الباقين , فيصَل نايم علَى الطاولہ بِمَلل وعبد اللہ ماسِك البلاك بيري ومُنى مثلہ .
قال وكأنہ تِذَكَر شَي , لَف لزوجتہ هاجَر : إلا يَ هاجَر , اليُوم المَدرسہ متَصلين وآنا كنت بِعز شِغلي , شنو كَانُو يبُون ؟
هِني عبد اللہ تِرك البلاك بيري ومُنى نَفسہ . وفيصَل رِفَع راسہ وكِلهم يناظرُون بأُمهُم.
هاجر قِعدت وقالت : واللہ يبُو مِحمد , بنتِك مبيضہ ويُوهنَا . يقُولون لِك إنها اعتِدت على معلمہ وإنهَا دِخلت غِرفہ التَصحيح بدُون عِلم الإدارة . وبِنتِك مَفصُولہ فَصِل نِهائي مِن المَدرسہ . وبِتِتلَقى شَهادَتها بِدون امتِحانات الإعَادَة.
شهقُوا ثلاثَتهُم . وقَف أبو مِحَمد وبصوت عالي وبكِل عصبيہ : نععععم ؟
وقَفوا عبد الله وفِيصَل ومُنى.
مُنى : يبہ الله يهَداك , تغَد أوَل وبَعدين روح شُوفها.
فِيصَل : هد يبہ هَد . ما تِدري يِمكن يتبَلون عليهَا مِثِل كِل مَرة ؟
هَاجر : لا ما يتبَلُون عَليها , آنا بِعيُوني شفت المِعلمہ .
عَبد اللہ : اقعد يبہ اقعد , تفاهم وِياهَا بَعدين .
ابُو مِحمد : بِعدين ؟ شِنُو بِعدين ؟ هذي البِنت يِبي لِها ضَرب . لِين مِتى ونِحن نسكِت عَنها ؟
مُنى : يبہ واللي يسلمِك ويعافيك اقعد واهدى , وعن ميرآ تراها بِنت تعبانہ ما تستاهَل تنضرب.
ابُو مِحَمد مشى للدَرج والثَلاثہ كانَوا بيتبِعُونہ إلا على صُوت مِحَمد : اقعِدوا . خلّوا السالفہ بين ميرآني وأبوي احسَن . انتوا تزيدُون الطّين بَلہ جذي.
فِيصَل : شنو نزِيد الطّين بَلّہ , الحين بيِضربها. انت شِفت جِسمها أول ؟ ما تتحَمل ضَرب.
هَاجر عَصبت : فيييصل اِقعِد. قالُوا لِك ابُوك اهو اللي بِيتصَرف. وخلها تتأدَب شِوي , اللي سَوتہ مب أوَل مَرة تِسَويہ .
بِ غرفہ مِيرآ
فتَح ابُوهَا البَاب بكِل قُوتہ ومشى لسَريرها . قَال بِصوت عَالي : عاجبج الوَضع يَعنِي ؟ صِرتي إلا تشَوهيِن سمعتنَا بيِن الناس ؟ شنو بِيقَولون عنّا هاه ؟ بِنتنا تِقتل ؟ قووومي أشوف حاجِيني .
مِيرآ أخذت نَفس من تحت الفَراش ورفعَت جِسمها والتَعب باين مِن عيُونها .
ابُوها انصِدَم من شَكلها , وجهها يِخَلي العَدو يحِن عليها , فما بَالِك بالقِريب.
مِيرآ بِهدُوء : آنا ... ما كِنت اقصِد .
ابوهَا صَرخ : ما كِنتي تِقصِدين شِنو ؟
مِيرآ نزلت راسَها وبحزن : اللي صَار اليُوم .
أحمَد عصّب وقال : كَم من كَلمہ على بالج بتهدي الوضع ؟ لفِي على نفسِج وشُوفي صرتي الحِين بالبيت بلا مِدرسہ وتحلِمييين ترجِعين تِكَملين دراستِج . هذا اللي تستَاهلينہ .
مِيرآ بِبرود وبصوت هادِي عكس ملامِحها : عَادي.
عَصَب ابوهَا وصفعهَا كَف كِسر الصَمت. قَال بِتهديد : واللہ يِ ميرة , وكَاني قِدام ربِج وقِدامج أحلف . لو سِمَعت صُوتِج مرة ثانيہ تِردين عَلي . لا انتي بِ بنتي ولا آنا بأبوج . سامعتِني ؟ شنو سَويتي عَلَشان أفتِخر فِيج ؟ يا غِير مِفَشلتِني قِدام خلق رَبي.
طَلَع مِن غرفَتها وهو مقهُور ويِحس بالتعب فِقلبہ. اما مِيرآ فَ كالعَادة تنهَدت بِسخريہ وقَالَت : لا انتَحرت بتِفتَكُون مِني ومِن هذي الفَشلہ اللي مطِيحہ ويُوهكُم قِدام النّاس.
ابَداً ما اهتَمت ولا حطَت فبِالهَا , يا غِير نزلَت دَمعہ يِتيمہ مِن عينها ومسحَتها على طُول وكأنها تِكابر ما تِبي تبجي بَعد هذَا اليُوم . بس .... مَ تِقدر تِمسِك دِموعْهَا !
لمّا نِزل ورجِع على طَاولہ الأكِل كلهُم كان فيهُم فُضول يِريدُون يِعَرفون . لكِن الصَمت اهو اللي فَاز . فِيصَل لف يطالع عَبد اللہ . وعبد الله مِثلہ .
فيصَل تنهد واكل كِم لقمہ ولَما وِقَف ما سِمع إلا صُوت أبوه العَالي : اذا رِحت لأختك , فلا تِلُوم إلا نِفسِك . سامِع ؟
زِفر فِيصَل بِحَسرة وطَلع بَرا البِيت .
ومَرت الأيَام وصار مَمنُوع أحد يِشُوف مِيرآ ! لَكِن لا ...
مافِي شَي يُوقف بِ طريق الأخوة والمَحبہ ..
السَاعہ 1 ونِص الفَجِر
فِيصَل طَلَع مِن غِرفِتہ وبكل بطء وهُدوء مشى ومعہ وَليمہ أكِل . وِصَل لغُرفہ مِيرآ وفتَح الباب وصكہ بدون لا يِصدر أي صُوت .
لقاهَا قاعده عند الدريشہ سرحانہ ولا انتَبهَت لِدِخُولہ . كانَت حاطہ السّماعَات بِإذنهَا وييدها عَلى خَدها .
تِوَجہ لهِا وحَسَت بِحَركہ وفصخَت السّماعَات . لِقتہ فِيصَل , تِقرب واهي حَسَت بِسَعادَة فعَلى طُول حِضنِتہ ..
فِيصَل : ي بَعد قَلبي ي مِيرآني . لِيش ما تِروحيِن لأبوي وتعتَذرين . حَرام اللي يِصير !
مِيرآ قالت بِهدوء : اذا اهُو ما يتشَرف بِكُوني بِنتہ تَرا عادِي عِندي.
فِيصَل باندِفاع : لا ! مستَحيل. مِيرآني الأوضاع صارَت صَعبہ لأنج انتي تِعاندين .
مِيرآ لفَت للدِريشہ بعَدم اهتِمام : أعَاند ؟ أعانِد مِنُو ؟
فِيصَل : تعاندين نَفسِج , ليش ما تنسين كِل اللي صَار وتثبتين للكِل ان هذِي الأشيَاء مِجَرد أخطَاء عَلشَان تتعَلِمين . ميرآني حَبيبتي كل النِاس تغلَط وهذا مَب عيب.
ميرآ : اذا كل الناس تغلَط , ليش على غلطَاتي مِعَلقين ؟
فيصَل : ميرآ حَبي , أهَم شي رِضاج انتي أَول. خَلاص حاولِي شِوَي تتغَيرين . ما مَليتي مِن هذي الحَياة ؟ ما مَليتي كِل يُوم بهذي الغرفہ ؟
سِكَت ينتِظر جوابهَا. كانت سرحانہ تِتأمَل الظَلام وهي غرقآنہ فِ بحر أفكَار .
فِ نَفسها : اييہ مَليت ي فيصل مَليت , كل يُوم دموع وكل يُوم أفَكر واتخَيل . صِرت أكره النّاس وصرت أكره الحيَاة وأكره نَفسي . لا حَسيت بِضيق ولا خنقہ انسِدَحت بجيت ونِمت وآنا اتحَسَر على كل شَي سَويتہ بِ حَياتي . وِدي أقول لك ودي افضفض لك ودي أطَلع كِل اللي بِ قلبي . بس ...... اذا نطَقت بتقُول لي كِل هذا سَخيف وما يِستاهِل كِل اللي اسويہ .
سِمعَت صُوت فيصَل : المهم ي المِسَطحہ , يبت آيس كِريم من كولدستُون كِبييييير . ويِبت شبسَات وأهَـــــــــــم شَي . صَحن باستَا مِن فرايديز . أظِن شِوَي بَرد تِدرين طلعت مِن المُول الساعة 11 فأظِن انہ دافي. يلہ كلي وياي ما تعَشيت علشانِج . طَلبت بَعد مِن ماك إذَا ما عجبِتج الباستَا .
لفَت لہ وهي تِطالع الكيس وقالَت : بس ... احس إني شَبعانہ .
فيصَل رفَع حاجِب : شبعانہ ؟ تِقصين علَي ؟ طَول اليُوم ما كَلتي شَي تقولين لي شَبعانہ . اكلي وانتي ساكتہ وغصصصبن عنج بتاكلين ويّاي.
مسك ييدها وقعدوا على الأرض وفتح الباستا والوجبہ مِن ماك .
ابتسمَت ابتسامہ باهتہ وقالت : ليش تِسَوي كِل ها ؟
فيصَل وهو يِعطيها الملعَقہ : اكلي وانتي ساكتَہ , اخوج الكِبير وتوأم روحج على الفَاضِي ؟ اكلي أشوف لا يِشوفنَا ابوي .
تنهِدَت بسخريہ واخذّت منہ الملعقہ .
‘ كِل مَا أتذَكَر سَعادِتي مَعہ أحِس بِنَدم فَضيع وبحِزن وبقَهر . وكَأن الكِل حَاسدِني عَلى سَعادِتي البَسيطَہ هذِي ’
بِوسَط أكلهُم . فِيصل قال : ذكريني من هي رفيجتِج اللي ما شِفتيها مِن زمان ؟
رفعَت راسهَا ورمشَت : ل..لمار ؟
فيصَل : اييييہ , ليش ما تتقابلين وِياهَا ؟ يِمكن تساعِدج وتتغَير حالتِج ؟
رجعَت نزِّلَت راسها وقالت بصوت رَاخِي : شاللي بِيذَكِرها فيني ؟
فيصَل : تستَهبليين ؟ مِن كنتُوا فالابتِدائي وانتُوا مَع بَعض . أكيد تتذّكرج , باجر اتصلَي فيها وشُوفِي.
صَبَاح الغَد ..
الثُلاثاء ..
وصلَت لميرآ رِسالہ على فُونها وكانَت الساعہ 7 بالضبط . بالعادة تقوم لمدرِسَتها وتتجَهز لكن هذي الأيام حَدها بس تقرا كُتب وتتخَيل .
تقَلبت بإزعاج ثم كَملَت نومهَا بَعد ما حَست بالهُدوء .
شُوَي ويرن فونهَا , زفرَت بضِيق وقامت . اخذّت فونهَا ووقَف الرَنين . كانَت امها المتَصلہ . فتحَت الرسالہ اللي مِن الصِبح وكانت من المستَشفى يذَكرونهَا بالمَوعِد . زفرت بمَلل وشِوَي توصَلها رِسالہ مِن امها ::
ميره قولي للسايقہ توصلج للمستشفى , وإيَاني وإياج تحاولين تتجاهلين الموعد سمعتيني ؟
عصِبَت ميرآ وراحت بسرعہ للحمام ) ولبسَت لها جينز سَماوي وبلوزَة بِيج بأكمام طِويلہ . رفعَت شَعرها بِزهق وتحَجبت . اخذّت فونهَا وطِلعت من البيت لقَت آني واقفہ تنتِظرها.
ميرآ : من قالِج تنتَظرين هني ؟
آني : مَدام قالت .
ميرآ تضايِقَت وقالت بقهر : طيب اركبِي خلينا نِروح . اففففف اففف .
/
فِ بيت أبُو فَارِس
السَاعہ 8 بِالضَبط ..
نُور تَوها قايمہ ونازلہ ببجامَتهَا لتَحت , لقَت امهَا ترتِب الفُطور . شُجون : قاموا اخوانِج ؟
نُور قعدَت : ريهَام لا . فارس ايہ .
شُجون : وبعدين مع ريهَام ؟ هذي لين متى وهي سهرانہ بالليل ونايمہ للظهر ؟
نُور : خليها , لا رجعَت للجامعہ بتنتِظم . يمممہ , ترآ ابي اطلع للمُول مَع فارِس , يَعني لَو سِمَحتي .
شُجون : براحتِج , روحِي .
نُور : طيب ... بس أبببي ... " وسِكتت تِفَكر وهِني تَوه فَارِس نِزَل "
شُجون : تبين شنو ؟ فلوس عندج . وآنا موافقہ , بس شُوفي اخوج بالأول.
نُور : لااا , آآآآممم آبي بِنت عَمي مِيرآ تِروح وِياي .
فارس وهُو يِقعِد : شنو تبين فيهَا ؟
شُجون : البِنت تَعبانہ وما أظن تِوافق تِروح ويّاج .
نُور بإصرار : بس يمممممہ آنننا ابيها تِروح ويّاااي.
شجُون : لا تِصَدعين لي رَاسِي . روحِي بيتهُم وشوفيهَا . بس اهي الحِين بالمدرسہ , وتِرجع الساعة 3 !
نُور : عادي . بنتِظِرها لحَتى الساعہ 3 . المُهم تِروح وِياي.
فَارس وهو يمسِك الكُوب : فاضيَہ .
السَاعَہ 8 بالضَبط لما وصلَت مِيرآ المِستَشفى وقعدَت تنتِظر دورهَا . كانَت تِشوف كِثير بَنات بِعمرها . لما دَققت على يدينهِن حَست بقشعَريرة بجِسمها . وهي تِشُوف الجروح العَميقہ والنَدبات اللي بيدينهن . لَفت تِشوف البَاب وتنشِغل بأي شي . حِمدَت ربها ان آني ويّاها ولا كَانَت بِتموت من الخُوف . لأول مَرة تِشُوف هذا النُوع من الكآبہ , لَدرجہ تقطَع عِمرها أو تِجرح ييدها ب مُوس . حَسَت بِحزن وهي تِفَكر بهذي الأشياء .
قالَت فِ نَفسها : هذا مَب جِنون . هذا شِعور مِحد جربہ مِن قَبل .
قامَت مِن افكارهَا على صُوت آني : يلہ ميرآ روحي داخِل.
زفرَت ومِشت لغرفہ الدكتُور . قعدَت وسمعَت صُوتہ : شلُونِج ميره ؟
ميره وهي تتأمل وجهہ : ب..بخير .
رفَع راسہ وتِلاقت عيونهم , اهي على طُول عيُونهَا بالأرض . الدِكتُور : شنو قَررتي ؟
ميره بهِدوء : أقرر بمَوضوع شِنو ؟
الدِكتُور : إنِج تبدين تتفاهِمين وياي وتخبريني عن اللي فِ بالِج . حتى لو كَان سَخيف . آنا أبي أسَاعِدج .
رمشَت وهي تطالع الأرض وقالت فِ نَفسهَا : يساعدنــي ؟
رفعَت راسهَا : ليش ؟
الدِكتُور : انتي تروحين وترجعين المستَشفى مب لِعب صَح ؟ تبين حَل للي انتي فيہ . طَيب آنا ابي اعرف عن حَالتِج النَفسيہ وابي اعرف اشياء كثيرة عَنج علشَان اسَاعدِج .
ميره دمعت عينهَا وقَالت بحِزن : مُمكن سؤال ؟
الدكتُور : اسألي .
ميرآ بتَرَدد : ليش البَنات اللي بَرا .... جارحَات يِديِنهن ؟
الدكتور : ااحياناً توصَل دَرجة التشاؤم والحزن لطَلب المُوت. بَس المَفروض لما تِحسين بِضيق تنشَغلين بأي شَي.
ميرآ : ما سويت هذا الشي بس ... فيني فضول.
الدِكتُور : اسمعينِي , احيَانا بتِحسين بِحزن بدون ما تِعرفِين ليش . كأنِج ضَيَعتي شَي أو اشتَقتي لَشَخص ما تِعرفينَہ . هَذَا شِعُور طِبيعِي , فارحِمي نَفسِج ولا تسَوين أي شَي يأذِي جِسمِج .
ميرآ ما عَلِقَت ونَزلَت راسهَا .
زفِر االدكتُور وكَمل : أمس اتِصَلت بأمج .. قالَت لي اشياء كِثيرة . خبريني عَن سالفہ عُهُود .
ميرآ عصِبَت ونزلن دُموعهَا : آنا ما قِتَلتها . امممي تجذب على الكِل . ما قتلتها . امـي تصدق كَلام النّاس ما .. " شهقَت وبِدت تبجي من قَلبهَا وهي تتذكر حالَتها ومشاعِرها تجاه هَذي السَالفہ بالذات "
الدِكتور رَص على اسنانہ ووقف ومشى لها : اشششش بس اهدي خلاص , انتي قولي لي وتكَلمي . وآنا بفَهم الكِل.
ميرآ : مااابي مُستَحيل أقول لأحد . كلكم تقولون اني قاتلہ واقتل الناس . حتتتى ابووي يقُول.
الدِكتُور وهو عاجِز عن فِعل اي شَي . زفَر وقال : وشَلون اساعِدج الحين ؟
ميرآ مسحَت دموعهَا : قُول لأمي ... اني ما احتاج لدكتُور نَفسي . قول لِها اني طَبيعيہ . فهمها اني مب مجنونہ .
الدِكتُور : مستَحيل يِفهُمون هذا الشَي اذا بتحبسين عِمرج فغرفتِج , وبتِحرِمين عمرج من الأكِل , وبتوَقفين الكلام مَع النّاس . حتَى لو ضاقت الدنيَا عَليج المَفروض تتفائلين .
ميرآ نزلن دموعها وبضعف : حاوَلت ... بس ... " سكتت لبرهہ ثم قالت " بس كل ما أحاوِل أرجَع أبجِي . لاني ما أقـــدر . كل يُوم اخيَس عن اليُوم اللي قَبلہ .
الدِكتُور : افااا , وليش ؟ بالعَكس انتي عندج اخوان عندج خوات وعندج ام وابو . غيرج ما عنده هذي النعمہ . لِيش ي حَبيبتي تشوفين الأيام خايسَہ ؟؟
ميرآ مسحَت دِموعها وبصوت مبحوح : بالمِدرسہ الكِل يتمَصخَر عَلي وظالمِينِي . وفالبِيت كِل ما أشُوف امي اتذَكر اللي صَار وشكِثر اهي غَيرت حياتي لِجَحيم وكِل اللي صار لي ويصير لي بِسِبَبها واهي تمَثل إنها بَريئة . واتذَكر ابوي اللي كل ما شافني صَرخ بويهي . آنا ما أقدر استَحمِل. بظل جذي لحَتى ما أمُوت ويِفتَكون مِني .
زفَر الدِكتُور وقعد على الكِرسي وقال : سمَعتي عن البِنت الفَقيرة اللي تتوَسل الدكتُور علشَان يستأصِل السَرطان مِن جِسمها .أو البِنت اللي تِسمع عن آباء البَنات وحنانهُم واهي عمرهَا ما حسب بِحنان الأَب . ولا البِنت العَمياء االلي تسأل عن الشَمس والقِمر والورود . ميرآ يَ حبيبتِي , لو جَربتِي نص الحِزن لشَكرتي اللہ على اللي انتِي فيہ . صَدقينِي , اللي تعيشينہ وَهْم المفرُوض تِكونِين قُويہ وتتغَلبِين عليہ وتعيشين حَياتِج وانتِي تِحمِدين رَبِج .
ميرآ ما نِطقت ولا فتحَت فمهَا , كانِت تطالِع الأرض بِسَرحان . كان يِنتِظرهَا تبتسِم , تعَلق , تشكِره أو اي شي . لكنہ سمَعها تِقُول بِبُرود : أبي اطلَع .
حس بالعَجِز تجاه حالَتهَا . دَور الكِرسي وعَض على شَفتَہ وزفَر بِهدُوء ثمّ قَال : بِراحتِج .
وقفَت وكانت بِتطلَع , لكنهَا وقفَت ثم رجعَت وقالت : مُمكن تِقول لأمي " دَوَر الكرسي يطالِعهَا " إني تِجاهَلت الموعِد وما حِضَرت ؟ لا تِسألني لِيش . انت بَس نَفذ وقُول لِها . هذا اذا تِبي مَصلَحتِي .
وطلعَت من المِكان ولقَت آني تنتظِرها . طِلعَن مِن المكان ورجعَن متجهات للبِيت .
/
فالصَالہ .. فِ بيت أبُو فَارِس
نُور تتكَلم مع مُنى فالبلاك بيري مسنجر .
نُور : ترآ نسيت اقول لج اني ع العَصر بروح مع اختج المُول.
منى : ليش ؟
نور : بس جذي ابي اطلع وياها .
منى : طيب ليش ما طلعتي معها الحين ؟ اهي انفصلت من المدرسہ من زممان .
نور انصدمت وفتحت عيونها , كتبت : اححححلفي .
منى : اييہ المدرسہ فصلَتها .
نُور : شـــت المسكييينننہ . طيب آنا بكُون عندكُم قريب .
رفعَت راسهَا : يمممممہ وِين فَار... " سِكتت لما شافِتہ قاعِد على الغَنفہ مندِمج على التِلفزيون " فاااااارس يلللہ اابي ارووح الممموول الحيين .
لف يطالعهَا : ليش الحين ؟
نُور : يلللہ تحرررررك . لا تناقِشني .
وقف واهي وقفت واتجهُوا للسيارة .
فِ السَيارة .
نُور : وصِلني بيتهُم , ابي اشُوفهَا .
فَارس : وانتي شِكو فيها ؟
نُور : اشششش لا تسألني . خلني اروح اشوفهَا وبس.
فارس : والله فااااضيہ , صج يعني انتي شكو فيها ؟
نُور : اففف خلاص اسسسكت لا تكلمممني .
وِصلَوا لَ بيت عَمهم ونُور نزلَت بِسرعہ . فَارس فتح فُونہ واتصل على هَاجِر .
دَاخِل البِيت ..
لمَا دِخلَت كانَت تَوها ميرآ طالعہ مِن الصالہ المفتوحہ على الدَرج . نُور : مييييييراااا تعالي.
لفت لها وببرود : نعم ؟
نُور : تعععالي " مشت لها " شننو صار ؟
ميرآ عقدت حواجِبها : عن شنو تتْكَلِمين انتي ؟
نور : سمعت مُنى تِقول انج انفِصَلتي من المِدرس..
ميرآ قاطِعَتها بِعَدم اهتِمام : يهِمج ؟ اذا آنا ما يهمني , يهمِج انتي ؟
نُور سكتَت ثم قَالت : طيب تعالي وِياي , ابيج تِطلِعين ويّاي للمُول.
ميرآ : ليش ؟
نُور : يلللہ تَعالي . لا تعَاندين .
ميرآ : بَس آنا بطلَع مع رفيجتِي .
نُور : عااادي بطلَع آنا ويّاكُم , مابي أروح بروحِي.
ميرآ : يَعنِي غَصب ؟ قِلت مابِي.
نُور مسكَت ييدها : يلَہ تعااالي تِكفين , في أشيَاء ابيج تِساعدِيني فيهَا .
ميرآ بعِدَت ييدها بِقُوة : وخخخخري ييدج ولا تلمسيني مَرة ثانيَہ . وبعدين آنا قلت مابي يعني مابي.
نُور : اسوي لِج اللي تِبين بس تروحين وِياي , تكفيييييييييييييييين .
ميرآ سكتت ثم قالت بِهدوء : طيب .. بلبَس حِجابي وبنزِل لج . روحي انطريني بَرا.
نُور بفَرحہ : صــــــــــج ؟ طَيب لا تتأخرين .
طِلعَت نُور من البيت وقَالت ميرآ : فِي ناس مِثل هذي ؟ مِن صجهَا صَدِقَت اني بَروح ويّاهَا ؟ ههہ ها النّاقِص.
مِشَت لغرفَتها ..
بِ السيارة , فَارِس لمَا انتِبہ ان نُور طِلعُت صك المكالمہ ورجَع فونہ . ركبَت نُور وقالت : انتظر دِقايق ..
فَارس : من صدقج قِلتي لِها ؟
نُور : ايييہ قِلت لِها .
فَارس ضحك بِسخريہ ولَف يِشُوف الدِريشہ , شِوَي وسَيارة سودَا فخمہ تِدخل . نِزلت منها بِنت لابسہ سكيني اسوَد وقًميص تيفانِي باكسسوارات ذهبيہ وعِباة مفتوحہ , شَعرها بني اشقَر طويل مسويتہ كِيرلي ولامتنہ على طَرف ولافہ الشيلہ بإهمال وكذلك لابسہ نظارة شَمسيہ . ابتسمَت ولَوحَت للسيارة وقالت : بباي .
مِشَت لدااخِل وقالَت نُور : ه..هذي اظِن رفيجہ ميرآ . فَارس تعال وِياي شِوَي . بشُوف ميرآ .
نزلَت وفارس زِفر بِمَلل ونِزَل.
دأخِل البِيت ..
وقفَت عند المَدخل وشُوَي تيي لِها سيتَا : اووه مس لَمار , كيف حالِك انتي ؟
لمار فصخَت النَظارة وابتًسمت : تماام , انتي شِلونِج ؟
سيتَا : الحَمد لله , تنتَظري ميرآ ؟
هزَت لَمار راسهَا بالإيجَاب . سيتَا صعدَت الدرج ودخلَت نُور ووقفَت يَم لَمار. لَمار لَفت لهَا وما نطقت ثٌم رجعت تناظر الدَرج كأنها ما تبي تتكَلم مع أحد ما تعَرفہ . دخَل فارِس وقال : نور ؟ خلاص اركبِي السَ..
قاطعِتہ : لا اصبببر .
لَمار كانت عاطيَہ فَارس ظَهَرها , شِوي وتنزل ميرآ بسرعہ مِن الدرج . لَمار بسعادة صرخَت : مييييممممممي !
ميرآ على طُول حضنَتها . وهِني بدن يتَكَلمَن بالأسبانِي .
لَمار : اشتقت لج يا آنسہ .
ميرآ مسحت دَمعتها : آنا اكثر . صبَغتي شَعرج ؟ جمييييل.
لَمار : افَكر اصبغة اشقر , تصبغين معَاي ؟
ميرآ : مب مجنونہ علشان اصبَغ . المُهم وبدون ما تلتفتين اللي ورانا هم عيال عمي , ما ابي اطلع وياهم . خصوصا البنت مرة لزقة . نطلع لوحدنا , ودي اقول لج عن اشياء كثيرة .
لَمار عقدت حواجبها : طيب بس البنت طيوبة , احس يمكن تزعل . باين انها متعبة اخوها علشان تكلمج .
ميرا : بس مالي خلق لهههههم !!
لمَار لفت لهم وابتَسمت ورجعَت للعَربي : نسينا نفسنا , المهُم آنا لَمار رفيجہ ميمي .
ميرا ببرود وكره )بالاسباني( : اختصري.
لَمار ضحكَت . نُور : طَيب آنا ابي اطلع مع ميرآ . ليش ما تطلعين ويانا ؟
لَمار : وناااسہ , طيب . ماعندي مِشكِلہ ابداَ .
ميرآ بالاسباني بقهر : حَقيرة , ما تحسين فيني .
نُور : طَيب , هذا اخوي فَارس . يلہ نروح بما ان الوَقت شِوَي بدري وبنرجع ع العَصر.
لمار مسكت ييد ميرا وطلعُوا ..