عند الساعة ثلاث و نص، كانت نرجس ام مرتضى داخلة المطبخ و وراها سارة، شافت نرجس ولدها علي فقالت بدهشة:
_ متى جيت خلف جبدي؟؟
علي كان شوي سرحان رفع عيونه لأمه:
_ توني جاي دشيت المطبخ عشان احط لي غذى احس بطني بيزقزق
نرجس حطت ايدها على صدرها:
_ يوووه ولدي ما تغذى الحين بحط ليك الغذى .. "التفتت لوراء شافت سارة فقالت" سارة حبيبتي حطي لولد عمش الغذى
سارة بصوت خفيف:
_ ان شاء الله
توجهت الى الفرن الي كانوا حاطين فيه صفريتين، الاولى بقايا العيش، و الثانية بقايا الدجاج، طلعت سارة الصفريتين و هي تعرف ان علي يحب الصدر فحطت ليه الصدر من قطع الدجاج و نجبت ليه عيش بينما كانت الأم تقول لعلي:
_ ابوك قال ليي اليوم طلعت عشان الفرقة مسوين نشيدة صحي؟
علي ابتسم:
_ اهم شيء لما سمعتين الشيء من ابويي دعيتين ليي .. اشوفش مبتسمة أكيد يالعيارة نسيتين
ضحكت نرجس:
_ لا مستحيل انسى اني كل يوم ادعي ليكم و بالذات اخوك جواد لأن مغربلني كل يوم يدش البيت و معاه مشكلة امس استدعوا ابوك حق المدرسة و اليوم حزة الغذى دخل و هو متهاوش ويا مرتضى يقول مرتضى شايفنه قدام عمارة سليم
علي هز راسه:
_ مايجوز ابوالجود عن حركاته لكن بعد مرتضى اكيد كبر السالفة و هي صغيرة اعرفهم انا .. افا عليش لو كنت انا موجود جان حليت المشكلة في دقيقتين "و غمز ليها"
لحظتها قطعت عليهم سارة الكلام و حطت الصينية على الطاولة الي كانوا قبالها .. ابتسم علي:
_ شخبارش سارة؟
سارة ابتسمت :
_ تمام انت شخبارك؟؟
تنهد علي:
_ نحمدالله على كل حال .. على كل حال
و شوي شوي طلعت سارة عنهم و ظل الولد مع الام بروحهم، علي ناظر الاكل و قال:
_ الله مجبوس
نرجس بصوت خفيف:
_ يا ولدي بسك ذبحت البنية!
علي طالعها بإستغراب:
_ اي بنية؟؟
نرجس ضحكت:
_ تسوي روحك ماتدري .. اكلت سارة بنظراتك احسها استحت ماقدرت تقعد ويانا و طلعت
علي فتح عيونه:
_ اعوذ بالله يامي.. ان شاء الله الي قلتينه مو صح و خليتها تنحرج و خليت روحي انحرج قدام الله .. " ثم ابتسم إبتسامة خلابة" بس لا تلوميني تعرفين ان انا ما اتمنى اتزوج غيرها
نرجس ابتسمت بحنان:
_ أدري لكن مادري انت متى بتخطبها رسمي .. كلنا نبى نفرح فيكم من يوم حجزناها لك و الكل ينتظر
علي ناظر الباب الي طلعت منه سارة و تنهد:
_ ان شاء الله قريب
أما سارة من بعد ما صار الموقف، راحت لغرفتها في الطابق الثالث، و شافت اختها مروى تعاوس بالتلفون،صكت الباب و هي تلهث بعدين تسندت عليه و تنهدت .. مروى رفعت عيونها:
_ ويش فيش؟؟ جاية ليي كأنش بتموتين!
سارة عضدت شفتها:
_ علي جا! اني اليوم كنت احس الغذى كريه بدونه و الحمدلله بالغلط رحت ويا مرة عمي المطبخ و شفته هناك يبى غذى جوعان على عمري و مرة عمي خلتني اني احط ليه الغذى .. آآآه يا مروى لو تدرين ويش الشعور الي جاني يوم شفته
مروى ضحكت:
_ قولي من البداية السالفة متعلقة بالحُب .. ها كلمش قاليش كلمة مني مناك؟
سارة تنهدت .. الاخت كله تتنهد:
_ جان زين مروى.. هذا اذا طالعني زين .. انتين تعرفين علي ما يحب لا يطالع البنية و لا يكلمها واجد ..
مروى هزت راسها:
_ احسن ياحظي تبين واحد عيونه زايغة بيخونش .. لكن علي اذا تزوجتينه بتملين عينه
سارة عفست وجهها:
_ يعني اني مو مالية عينه الحين؟؟
مروى ضحكت:
_ ياعلي على استيعابش توش تقولين علي ماعنده حركات مطالع اكيد الحين انتين مو مالية عينه ما بتملين عينه إلا بعد الزواج
سارة بنرفزة:
_ مروووووى لا تقهريني و تقولين هالحجي اني و علي نعيش قصة حُب انزين!
مروى بلعت ريقها:
_ الي قلته الحقيقة .. يا سارة يا حبيبتي علي و الحمدلله يخاف ربه و ما يحب يرتبط بوحدة بعلاقة غير شرعية انتظري تتزوجينه و بتشوفينه انسان ثاني
سارة حطت ايدها على قلبها:
_ متى بس و افتك من بروده "التفتت الى مروى برجاء" انزين مروتي خلينا ننزل الطابق الثاني
ضحكت مروى:
_ لاتقولين بعد عشان تشوفينه!
سارة عضدت شفتها:
_ عقب الغذى اكيد بيروح غرفته بنروح هناك نسوي روحنا نطالع تلفزيون في الصالة .. بليز مروى خليني استانس بشوفته علي ماقدر اشوفه كله مشغول ويا الجامعة و الفرقة و مادري وي جان زين يحصل وقت حقي
مروى وقفت و هي تهز راسها:
_ انتين واجد تحلمين معنه مافيني شدة البس مشمر بس يالله عشانش لكن اذا طولنا هناك و ماركب فوق بنرجع
سارة ابتسمت بوناسة:
_ فديتش اختي عاد الحين بسألش شكلي حليو؟ اغير ثيابي او اغير المشمر؟ (لأنها ما فصخت شيء من بعد ما ركبت للغرفة) يمكن صدق اطلع مو مالية عينه على قولتش
ضحكت مروى:
_ سارة لا تنسين انه حاجزنش يعني اكيد عاجبتنه
سارة بشيء من الضيقة:
_ توش تقولين منساعة اني مو مالية عينه
مروى هزت راسها:
_ ولا راح تفهمين .. اني قصدي بتملين عينه يعني خلاص ماراح يفكر ببنت غيرش اما الحين حتى لو هو حاجزنش لاسمح الله يمكن يصير شيء يخليه مايرتبط فيش و بوحدة ثانية
سارة بنرفزة:
_ فال الله و لا فالش يالحقودة لا تقولين جذي تعورين قلبي
مروى ابتسمت:
_ سوري مجرد مثال .. يالله بلبس الحين المشمر لا نتأخر على الحُب.
مروى لبست المشمر، كانت سارة لابسة فانيلة بنية و تنورة بيج، مروى لابسة قميص طويل ازرق و تحته جينز، نزلوا للطابق الثاني (طابق عائلة بابا باسل) الي ما كان فيه أحد، شغلوا التلفزيون، مروى ضحكت .. سارة طالعتها بإستغراب:
_ ويش فيش تضحكين لايكون عليي؟
مروى هزت راسها:
_ لا مو عليش بس تذكرت اليوم جواد يوم يقول عن مرتضى وهابي ذبحني لكن اني جودت ضحكتي
سارة ضحكت:
_ اني ماقدرت استحمل بصراحة "التفتت للتلفزيون و زفرت" متى بيجي؟؟
مروى هزت راسها:
_ اذا من الحين حنة بركب فوق
سارة طفرت:
_ لا خلش خلش ما بتكلم
هي تباها تظل وياها لان تستحي تقعد بروحها يمكن احد يشوفها و يفكر عنها شيء غلط ،و ظلوا ينتظرون .. مرت خمس دقايق .. عشر دقايق .. ربع ساعة .. علي مو من النوع الي يتأخر في الأكل، لما ضجرت مروى .. سمعوا صوت خطوات احد بالدرج .. سارة اتحمست و صوبت عيونها للدرج .. و شوي شوي ظهر اخيرًا علي ما كان مبتسم و لا مكشر وجهه عادي .. سارة حتى قبل لا تقع في حبه كانت دائمًا تقول انه احلى واحد من اولاد بابا باسل .. الله عطاه وسامة يتمنونها الصبيان الي يرقمون البنات، و هو علي مو معتبر نفسه وسيم و يمكن البعض يعتبرونه عادي، لكن في الحقيقة جسمه و وجهه ما يعكسون شخصيته الملتزمة. مشى بهدوء و سارة ما باعدت عيونها عنه لين ما حست انه لاحظ هذا الشيء تقرب و همس:
_ السلام عليكم
الحرمتين ردوا في وقت واحد .. علي ابتسم في وجه مروى:
_ شخبارش مروى؟؟
مروى ابتسمت:
_ زينة و انت شخبارك؟
علي طأطأ راسه:
_ الحمدلله بخير .. يالله عن اذنكم
و دخل غرفته، بس دخل غرفته لاحظت مروى ان سارة ساكتة التفتت اليها:
_ ويش فيش .. احسش مو مستانسة مو الي تبينه صار اكو شفتينه
سارة بقهر:
_ ليش قاليش شخبارش و ما قال ليي
مروى ضحكت:
_ ياعلي الغيرة اكيد لانه سلم عليش لما شافش تحت .. لا تصيرين حساسة
سارة عضدت شفتها من القهر بعدين قالت:
_ كان يقدر يقعد ويانا شوي يعرف انه اني احبه و ابغى اشوفه الدراسة و الشغل ما بيطيرون مامداه يتكلم سيدة عن اذنكم
مروى توها بتقول شيء إلا بسارة قايمة .. تعرف اختها حساسة عدل و اقل شيء يزعلها، و تعرف بنفس الوقت إنَ علي يحب سارة، رغم انه مو بين ليها هالشيء، ما يكلمها واجد و لا يطالعها واجد، لكن لما الواحد يشوف علي يناظر سارة يعرف ان هذه نظرة إنسان يحب مثل ما قالت ليه امه من شوي.
دخل علي غرفته، قفل عليه الباب، و انسدح على السرير مباشرةً و هو يفكر (( جميلةٌ أنتِ يا سارة .. ماشاءالله عليش كبرتين و صرتين في سنة اولى جامعة و لازال وجهش الوجه الطفولي الي تعودت عليه .. الله يحفظش .. لو تدرين بس اي قد أنا مُتيم فيش لكن أحب ربي أكثر و ابي رضاه و أدري اني لو حاولت اكلمش يمكن ادمن عليش و اعصي ربي ))، قام من السرير و توجه الى طاولته و طلع دفتر أشعاره، بما انه شاعر، فتح صفحة جديدة و بدأ يكتب خاطرة:
سارة أنتِ كوكبٌ صعب التراكيب
صعبُ التسلق صعبُ التأمل
و لكنني أتلذذكِ في كل مرةِ
انحني فيها أمام العذاب
يا غيمتي الممطرة بالحُب و الألم معًا
أحبكِ .. هكذا .. دون قوانين المحبة
دون مكالمةٍ هاتفية
دون وردةِ عشقٍ
دون شيءٍ أحبكِ
سكر الدفتر بدون ما يكتب أزيد و فرك حجاته (( أنا لازم ما افكر فيها واجد الحين .. ورايي دراسة و بعد الصلاة عندي مشاوير قد شعر راسي .. إذا فكرت فيها مستحيل اسوي كل شيء بتشغلني هذه الأميرة .. أحبها ورب العزة )).
***