(( الجزء الثاني ))
(( صدمة تهز العايلة ))
مرت الأيام.. وأنا اتجنب أي اشتباك في الكلام سواء في البيت ولا الشغل.. مع أخوي سالم
لكن بعد فترة مو طويلة على آخر مرة تضاربت ويا أخوي سالم..
سمعت كلام انتشر عني في أنحاء الدايرة.. أني طولت إيدي على اخوي وأنه مارد علي... يعني السالفة بالتمام.. بكل تفاصيلها
شليت حالي لمكتب سالم.. بعصبية.. ورفست الكرسي اللي جدامه بريولي..
وصرخت بويهه وقلت..
يا زفت.. ماحذرتك قبل ولا لأ..؟!!
سرع سالم وصك باب المكتب وهو يقول.. دخيلك يا خوي أسكت والله يكفينا فضايح...
شو تقصد يالواطي.. أنا الفضيحة.. بس اسمع عاد لا أنا خايفٍ منك ولا من أخوتك هذي... والله يابن أمي وأبوي لخليك تندم.. والله..
خرجت من مكتبه وأنا براسي الشر.. وانتظرت الدوام يخلص ويوم الكل توجهوا لبيوتهم.. أترييت أخوي سالم..
الله يلعنك يا شيطان .. ياليتني مت قبل هاليوم..
انتظرته ويوم شفته خرج من الدايرة ركب سيارته وتحرك.. وأنا بدوري لحقته.. بسيارتي..
توقف عند البقالة علشان يتشرى لأخواني الصغار حلويات وألعاب كالمعتاد..
ويوم خرج.. من البقالة.. كنت أنا صاف السيارة من نفس الشارع العام لكن بجهة ثانية.. لمحني سالم... بدال مايركب سيارته..
قطع الشارع مشي وأقترب وأول ما وصل.. ركب احذاي.. وقال وهو مبتسم وكأن ولا شي صار..
أنت هنا ياخوي..؟!! خذ هالعصير ترى الجو حار وأنا خوك..!!
صرخت بويهه .. وقلت وأنا أدزه.. أخرج يال*** من سيارتي نجستها ..أخرج.. يالله..
تغير لون ويهه وخرج وقبل ما يخرج.. قال جملة مستحيل أنساها.. يا خوي أنا أحبك أنت سند اظهري ولو شو ما قلت أو سويت .. بتبقى أخوي..
وبعدها خرج.. وهو يقطع الطريق..
طلعت العفاريت بويهي وقلت بصوت عالي وأنا أحرك سيارتي.. موووت يا سالم موووت..
وتوجهت كالصاروخ صوبه وأول شي شفته كانت عيونه وهي تبكي..
دش سيارتي يضحك كذب وخرج يبكي أنا اللي بكيته..
وصدمته بسيارتي وشفته وهو ينزف, شفت الألعاب تطيح وشفت الحلويات متبعثرة بالشارع..
ولما نزلت من سيارتي.. شفته ينزف.. ويتشهد كأنه يالس اللحين يشوف عزرائيل.. بدال مسعفه..تركته ورحت..
الله يلعنك يا شيطان وين ماكنت.. عميتني عن أخوي..
ولما رجعت البيت دشيت غرفتي بسرعة..لكن حسيت بطعنة بقلبي كأن ربي يقولي.. أنت انسان وحس بغريزة الأخوة.. ماقدرت.. أيلس لو حتى ثانية وحده..
خرجت بسرعة من غرفتي وتحركت بسيارتي للمكان اللي فيه أخوي..
لكن كانت المفاجئة.. اللي اصعقتني..
أن أخوي....!!!!
مو موجود.. دورت عليه ودورت عليه.. كل شي بمكانه.. إلا أخوي.. قضيت نص اليوم وأنا أدور.. من مستشفى لمستشفى.. مثل المينون..
وأخيراً لقيته في أحد المستشفيات..
ورحت أركض وأدور عليه.. وأسأل عن الدكتور اللي يشرف على أخوي..
فدلتني ممرضة على الدكتور.. وأشرت عليه وقالت..
شفت الدكتور اللي شعره أشقر وماسك كوب بيده.. ؟!! هذاك اهو اللي يشرف على حالة أخوك..
رحت أركض ومسكت أيده.. بقوة.. وقلتله : دخيلك وين أخوي وينه..؟!!
طالعني وهو مستغرب : منو أخوك يابن الناس..؟!!
سالم اللي تعرض....
قاطعني..
أيوه .. أخيراً لقينا حد من أهله... ؟!!
كلمته مثل المينون..أنا أخوه محمد.. لا تطولها يا شيخ.. وينه سالم ..؟!!
أخوي.. وينه..؟!! كيف حاله..؟!!
تلفت الدكتور شوي.. واتلعثم..بعدها قال : ابصراحة معرف وش أقولك يا أخ محمد
لكن الضربة كانت وااايد خطيرة والحمدلله أن ربي أرسله حد يسعفه في الوقت المناسب لأنه لو تأخر كان من عداد الأموات..
أما اللحين بننتظر تمر 48 ساعة إذا قام ساعتها بيكون تجاوز الخطر..
أما لو أخوك ما قام بيدخل في غيبوبة مقدر أحدد مداها
والعلم عند الله لأن الضربة مثل ماقلتك مو سهلة.. سببت نزيف بالدماغ.. مع بعض الكسور..
النزيف ووقفناه.. لكن الباقي على الله ياخوي.. شد حيلك.. وشوف ذاك الريال الشايب اللي هناك.. هو من أسعف أخوك.. حب يطمن عليه...
أما اللحين برخصتك..
كنت مثل اللي يحاول يكذب الخبر.. توجهت لعند الريال اللي ساعد أخوي.. بدون شعور ويلست احذاه..
وأول ماشاف تعابير ويهي.. قال: أكيد أنت أخوه صح..؟!! سبحان الله فولة ومنقسمة نصفين..
وأول ما سمعته يقول فولة ومنقسمة نصفين تذكرت طفولتي وياه وأننا ما كنا نفترق لو ثواني.. أما اللحين صرت أكرهه لدرجة أني صدمته بسيارتي تمنيته يموت..
بكيت لدرجة.. أن العم حاول.. يهديني..
فقالي كلمة بدال ما تهديني خلتني يغمى علي..
أحمدالله يابني أن أخوك حي.. ترى ابن الحرام صدمه وراح.. ولولا مشيئة الله ماكنت مريت وساعدة أخوك..
حسيت بشي غريب يجري بدمي.. وقلت في نفسي..
أنا ياعم..تسمعني..؟!! أنا المجرم..أنا اللي ذبحت أخوي.. أنا..
ماحسيت إلا الأرض تحظني..
وأول ما فتحت عيوني لقيت نفسي في غرفة في المستشفى... ومعاي هالعيوز..
طالعني وقال : حمد لله على سلامتك.. خوفتني عليك..؟!!
وين أنا..؟!!
أنت في المستشفى بس ياك.. هبوط في الضغط والحمدلله اللحين بتكون صحتك مثل الحصان..يا ولدي..
أخوي وينه ياعم.. أريد أشوفه..؟!!
في غرفته بعده على حالته.. بس ارتاح شوي وبنسير أنا وأنت..عقبها..
قمت وشديت حالي وقلت : ما ريد أرتاح.. أبي أخوي..
يا عدالي وساندني.. هالعيوز..
وتوجهت أنا وياه لغرفة أخوي.. يلس شوي هالشايب عقبها أستأذن وراح مأكد أنه بكرة بيطوف يطمن عليه..
واستويت لوحدي وياه.. مسكت إيده وأنا أرتجف وتميت أبوسها وأدعي أنه يعيش.. وقريت عليه القرآن..
وبعدها..
اتصلت على أهلي.. وقلت لهم أن سالم.. استواله حادث..
بس ماتجرأة علشان أقول...وأنا اللي دعمته...
أتـيــمعوا الأهل.. ويلست أمي تقرأ القرآن فوق راسه وتدعي..
وأبوي رايح جاي في الممر...ويطالع بساعته بين كل ثانية وثانية..
أما أنا كنت عند زاوية الغرفة.. انتظر..
مرت الـــ 47 ساعة..
مابقت غير ساعة يا سالم.. نش علشاني.. رفجت عرب..
وطالعت ساعتي وكنت أراقب بهاساعة اللي بتمر ومعاها نبض كل العايلة ترافقها..
اللحين... الــــ 48 صارت كاملة.. ركضت مبتعد عن الزاويا وأمي وقفت وهي ماسكه بإيده وأبوي يا وهو يسحب ريوله سحب..
وكلنا واقفين نطالع في عيونه..
يالله افتح.. عيونك...
سالم تسمعنا..؟!!
أنا أخوك.. يا خوي.. أنا محمد..
تمر الدقايق.. وتمر الساعة وسالم مافتح عينه.. وصل الطبيب عندنا.. وفحص سالم.. وطالعنا.. بعدها قال:
حالته بدت تتأزم..
أخلوا الغرفة لو سمحتوا..
أنا أخوه يا دكتور..
حتى أنت.... بدأ يصرخ وينادي على الممرضات وتحولت غرفة سالم مجمع أطباء.. من النافذة الصغيرة كنت أراقب... وأحاول أفهم.. لكن ما فهمت اللي يستوي..
وشوي.. خرج الدكتور.. من عنده.. ويهز راسه..
وصرخت فيه ومسكت قميصه وأنا بحالة يرثى لها أشبه بنهيار .. حاد..
شو يادكتور.. أخوي..؟!!
طالعني وهو كان يشفق على حالتي وحط إيده على اكتوفي.. وقال بعد تردد...
دخل في غيبوبة ومقدر أحدد إذا بتكون ليوم ولا يومين ولا لسنة..ولا............
سمعت صرخة من وراي..
إلا أشوفها.. الوالدة.. تطيح..
تراها يوم سمعت هالخبر.. جتها نوبة قلبية... أما الوالد.. الضغط أرتفع عنده..
أمر الدكتور بادخال كل واحد منهم في غرفة خاصة أمي في قسم النساء وأبوي في قسم الرياييل..
وصاروا والديني مرقدين في المستشفى إضافة لسالم..
نقلوا.. أخوي سالم من غرفة العناية المركزة.. بعد أسبوع لغرفة المراقبة..
أما أمي وأبوي الحمدلله قضوا يومين وبس.. وعقبها ردوا البيت..
بقينا على هالحال... نروح ونيجي عند سالم في المستشفى...
****************************** *******************