الفصل الرابع / ارتباك وخوف .*
" يووهـ برووح اجلس بالجهه الا موب قدامه , ما ابي اطالعه " اووف ..
ومشيت وانا متوترهـ مراا " مسوي يعني انواا ما يطالعني , وربي انك محظوظ اني ما ذبحتك لذلحين -_- بس شسوي اذا ذبحته اجلس بحالي هنا " لا يماا " ! , اووف بس ايش اعمل نظراته تذبحني كل ما ناظر فيني , ياربي ! "
جلست وانا متوتره ولفّيت وجهي اتحاشى النظر له او الكلام معاهـ "
- كم الساعه عندك ؟
لفّيت وجهي ناحيته وقلت بكرّهـ : عندك ساعه بيدك مايحتاج تسألني . . < اووف مسوي ذكي تلقوونه ميت على انوو يسمع صوتي < هع اروح انا حركات بث !
تأفف بصوته الهادي وقال : ساعتي منكسرهـ " وطالعني باستحقار " يالله اخلصي كم ! " يا كرهـ البنات بس , مو كأنها الا تو متخرعه من جرادهـ , وربي كمخه "
قلت وانا اسوي ثقييله واطالع بساعه يدي : الساعه 7 .. " حدك ملييييييييييق يع يع يارب احد يلقانا بسررعه ماراح اتحمل اجلس معاهـ وربي اتقرف منوو "*
وتأففت بصوت عالي وانا ماحسيت بعلوته ..
- قولي لا إله الا الله موب تتأففين , على الاقل ظليتي حيّه . .*
سارهـ بدون اهتمام : مالك دخل فيني حتى التأفف بتتدخل فيه !
رفع حاجبه وطلّع زقااآره من جيبوا وولعها بالنار وقال ببرود : شكل اهلك ربوكِ انك تكلمين الكبار بطريقه جميله زي كذا ..
" حقييييييييييييير , خير خير !! " قلت بتنرفز وبصوت عالي : خير خير ما اسمح لك تتكلم عن اهلي كذا !!
تقلّبت ملامح وجهه للوجه الا يخوفني وقال بصوت رجولي خشن : طيب قصري صوتك لا يقوم اخوي , اتوقع انوو ما امداك تنسين الاتفاق الا قلته تو !
" يلعن شكلي ما اعرف اتكلم زي الناس !! يارب سترك "*
رجفت اول ما سمعت هالكلام منوو ولا شعوريا حطيت اصبعي بفمي وقمت اعضه بطريقه توتر " مشهوره بالعض اذا توترت خخخـ " لازم ما ابين لو اني متوترهـ وخايفه , خليني اتسحب ..
قمت وانا ارفع شعري بيدي واصرّف الموضوع . .
- على وين ؟!
قلت وانا معطيتواا ظهري : مالك دخل . . .*
ومشيت بخطوات هاديه , بدون ما التفت لوو " ياربي ليش انا خايفه دام انوو عطاني بطاقه امان حمرهـ < هع اهم شي ! "
سعيد وهو معصّب ووقف من على الارض : ردي على سؤالي وين بتروحين . . .
بلعت ريقي ووقفت عن المشي وانا اقول : وانا قلت لك مالك دخل . .
واول ما جيت بتحرك حسيت بقبضه يده القويه مسكت يدي بقوهـ !
لفيت عليه وانا متخرعه واصارخ : بعّد عني شتبغى وخّر !
بهاللحظه رفع يدهـ وضربني كفف على خدي !!
صدمتني حركته صراحه , ما توقعت انوو احد بعد بابا الله يرحموا يقدر يضربني , حتى ماما ما عمرها سوتها !*
ولهالسبب ارتبكت بقوهـ وحسيت انوو الخوف تسلل لقلبي الصغـير . . .
" كـ .. كيف تجرأ يضربني !! ابيه يبعّد عني ما ابي اشووفه !! "
قال والشرار بيطلع من عيونه وهو ماسك يديني بقبضاته القويه ويقربني لجهته : انا لما اسألك ما تردين عليّ بهالطريقه وصوتك هذا اذا ما قصرتيه انا اعرف شلوون اقصرهـ*
- ليش تسوي فيني كذا ؟!!
" قلتها بصوت هادي مستغرب ووجهي احمر من الخوف وارجف رجفه موب طبيعيه , وعيوني تلمع ومليانه دموع "
سارهـ : انا ما سويت لك شي !! , خلني ارووح مابي اجلس معاك ابي ماما واخواني ما ابيكم !!
" يووووهـ وش هالحظ , انا خلصت من بكى نايف تجي هذي تبكي عندي ! " وقلت بصوت هادي وانا فجأه نزل عليّ الحنان : سارهـ . . .
قاطعته وانا احاول افك يديني عن قبضته وقلت وانا ابكي : لا تنطق بأسمي ما ابي اسمع صوتك , وخر عني !! رجعني لأهلي مابغى اجلس هنا .. رجعني !!
سعيد : اهدي يا بنت خلاص لا تصارخين !!
" شسوي فيهاا ! الحين بيصحى نايف وبيفهم السالفه وبينهاار اكيد , لالالا لازم اوقف السالفه ما ابغى المرض يرجع لأخوي , شسوي فيك يا سارهـ !! "
سارهـ وهي مثل المجنونه : انت ما تفهم !!! قلت لك اتركني خلاص مابغى اجلس هنا ابغى اهلي !
وفجأه سحبت وحده من يديني من قبضه وجلست اسحب يدي الثانيه وانا ابكي ! < الصراحه مدري من وين جت القوه فجأه !
سعيد وهو بداا يعصب : ساره خلاص اهدي ماني بناقصك !!
طلع الشرار من عيني وانا اسحب يدي الثانيه من قبضه وانا اقوول بصوت عالي ما سمعت بعدهـ غير الصدى : اتررركني !!!!!
لكن المفاجأه انوو سعيد بدل ما يترك يدي سحبها لجهته ورماني عالارض ومسك يديني وهو جلس فووقي !!
فتحت عيووني وانا ارجف وماني مصدقه الا صار معاي " لا !! واللي يرحم والديك لا , ليش ما حسيت على نفسي ! "
تلهث سعيد بقوهـ وصوت نفسه كان قريب مراا " لحوول , انا شسويت اخاف تفهمني غلط ! , بس اهم شي هجدتها وما قمت اسمع صوتها "*
قلت وانا مرتبك واحس بتعب : نسيتي الاتفاق ؟
فتحت عيووني بقوهـ وانا منصدمه والرعب بكل فتفووته بجسمي , وقلت بصوت خاايف ويرجف ودموع مو مصدقه : سـ .. سعيد , لا تلمسني !
" اعوذ بالله منك يا ابليس , يعني ما قدرت اسكتها بطريقه غير ! " بعّدت يديني بهدووء وانا اجمّع نفسي ولما بديت اقوم بهدوء عنها , فجأه قامت بسسرعه وهي تركض !..
قمت جرري وراها وانا مدري ليه ما قدرت اتركها " يمكن حسيت بلحظه المسؤوليه ! "*
- ساارهـ انتظري .. سويرهـ !!
لفيت عليه ووقفت خطواتي فجأه اول ما سمعته يناديني بـ سويرهـ " ماما دايم تناديني بهالاسم ! " ..
جااء لعندي ومسك كفي بقوهـ وقال بصوت رجولي : بزر انتي انا اجلس الاحقك هااهـ ؟!
رجفت بخووف وبصعوبه قلت ودموعي الحارهـ تنزل بكثرهـ : سعيد ابغى اهلي . . .*
التفت يمين ويسار وقال وهو بلحظه غضب : شتبغيني اسوي اصير لك طياره وارجعك !! واالا تدرين شلوون , تعالي اساعدك عشان ترجعين لاهلك !!
وفجأه سحبني بقوهـ وهو يدخل بالبحر وانا اصارخ واحاول اني ارجع , الى ان وصلنا لمنطقه قرّبت المويه توصل لرقبتي وانا لسى ماسكه يدينه واترجى فيه انوو ما يدفعني اكثر !*
وهو ورااي يدفني وطووله كان مساعده اكيد ..
وهو يردد ويقول بعصبيه : يالله رووحي لاهلك يالله .. يالله !!
كنت اصييح بخووف وانا احااول ارجع لورى بس هو كان يدفعني بقووهـ وماني قادره اسوي شي !
فجأهـ ولا شعوريا لفّيت عليه وضميته بخووف وانا اقول بترجي واصيح : لا يا سعيد , لا واللي يرحم والديك !! انا خايفه . . . !
كأني كنت منوّم مغناطيسا وما كنت اهتم بصراخها وترجيها , بس لما حضنتني حسيت برعشتها وخوفها وقلبها الصغير الا يدق بقوهـ ويترجاني برحمته !
" جننتيني معاك يا سارهـ " , ومديت يديني عليها وانا اضمها بهدوء وارجع بخطواتي لورى وهي ماسكتني بشكل ما تتوقعونه " ما الومها خوفتها بزيادهـ هالمره ! " ..
ولما لمست رجولنا الرمل قلت بحنان وانا امسح على شعرها الا تغطت اطرافه بالمويه : بس يا بنت لا تصيحين , انا عارف انك خايفه بس وربي ما كان قصدي .. خلاص اهدي*
قلت وانا اشاهق وميته من الرعبه : طيب ليش تعاملني كذاا , حرام عليك انا كبر اختك , لا تخرب حياتي واللي يرحم والديك , موب كذا الله يخليك ..
وانفجرت من البكى وانا وربي ما عمري بكيت زي كذا حتى بوفاهـ ابوي , بس كان هذا هو الحل الوحيد الا اقدر احمي نفسي وانوثتي فيه " يمكن دموعي تأثر بقلبه القاسي "*
قلت وانا حاس بخوفها من ضمتها القويه : ياقلبي انا عارف هالشي وما ابغى اضرك , بس انتي الله يهديك العن من البزر حتى نايف ما يساوي كذا , انا المسؤول عنكم لين ما يلقونا ان شاء الله , وما ابغى احد يتضرر او يصيبه حاجه وانتي مو فاهمه هالشي , هذا وانتي الكبيره وتوقعت انوو الا راح يجنني هو نايف بس ما توقعتها منك يا سارهـ !
" كأنه كلامه يريح شوي " وقلت وانا اهدى تدريجيا واخفف من ضمتي : وطيب ليش كذبت على نايف , ليش ما قلت له وفهمته ؟!!*
بلعت ريقي وانا خايف انها تسأل هالسؤال " اووف عندها مخ يفكر كل شي تسأل عنوو " وقلت : طيب انتي اتركيني بالاول وبقولك لما نرجع لعند الطياره " ولف وجهه وهو يطالع المسافه " مو كأنك ركضتي زي الارنب ! بعّدنا كثير عن نايف !
" يووووووووووهـ ابو شكلي , للحين وانا ضامه الولد ! " استحيت بقوهـ وبعّدت عنه بسرعه وانا منزله وجهي الا انقلب احمرررر وارجّع شعري ورى اذني بهدوء واطالع رجولي الا كنت احركها دوائر < ارووح وطي بث هوع ! > المهم كنت مرااا رايحه فيها من التفشييل خخخـ < مالت على مخي الا ما يفكر >< !
ابتسمت بخفه وحسيت انها تفشلت ومشيت بدوون ما اتكلم , وهي ورااي تمشي على استحيااء < هع متعوب عليها ترى ^^ !
المهم .. وبعدين وصلنا لعند النار ..*
انا جلست وحطيت يديني على النار واطالع اخوي نايف وهو يتقلب على الرمل وغرقاان بالنوم . . .*
واما سارهـ كانت جالسه قبالي ومنزله راسها ومستحيه موت " ههههههه وربي نكته الحين تبغى تفهمني انها مستحيه ! "
ابتسمت ابتسامه خفيفه اضحك فيها على نفسي وقلت : منتي جوعانه ؟
رمشت بهدوء وانا قلبي يدق بس مدري ليه وقلت : لا شكرا , طيب ما جاوبت على سؤالي ؟!
بهاللحظه اختفت ابتسامته سعيد تدريجيا وقلت بجديه : طيب , بس اوعديني انوو ما يطلع الكلام لاحد . . .
" شكلها سالفه مولعه نار " خخـخـ , رديت عليه بهدوء : اوك اوعدك*
تنهد سعيد بتعب وقال وهو يناظر نايف بحنان : نايف فيه بدايات مرض التوحّد . . .*
انصدمت بقوه وانا مو مصدقه : يعني هوو فيه من اول ما ولد ؟؟
سعيد : لا , بس صارت معاه سالفه من قبل سنه وقامت تجيه صدمات نفسيه ويتحسس من اي شي , ويحب يكون جنب امي , والدكتور حذرنا من اننا نخوفه او نصدمه بشي , فعشان كذا انا كذبت عليه . . .
لفيت عليه وانا اشوفواا نايم بكل برائه وشكلوو مراا طفولي ولطييف وهو بشعره الاسود القصير وجسمه الدبدوب شوي , وعيونه الكبيره السودااء وسمار بشرته الهادي " يااهـ , ياربي الله يشفيه " . . .
تثاوب سعيد بهدوء وقال وهو يوقف : انا شكلي نعّست , متى راح تنامين ؟
نزّلت راسي وانا اناظر النار بهدوء وقلت : ايه الحين بقوم معاك , بس . . .*
ابتسم بهدوء وقال : ايش كمان !
مسكت خلصه من خصلات شعري وجلست العب فيها وانا متوتره وقلت ووجهي مورّد : ما ابغى انام بالارض اخاف يجيني شي , بنام بالطيارهـ معليش ؟
رفع سعيد شعرهـ بخفه ونزل لمستوى النار وجلس يحط عليها تراب عشان تطفى وقال بهدوء : نامي بالمكان الا تبغين , محد بيقرب منك لا تخافين . . .*
قمت بهدوء وانا مرتبكه وتركته وراي وانا ميته من الحياا , ومو عارفه ايش راح يحصل بينا اكثر من كذا بالايام الجايه !
وبعد ما مر يوم من موتنا < الكذبي طبعا هع > سافروا اهلي واهل سعيد للرياض , وهناك عملواا العزاا لمدهـ ثلاث ايام . . .
وامي جتها حاله اكتئاب بعد العزاا " هي كانت تجيها هالحالات اذا تضايقت " , وخواتي حالتهم سيئه مراآآ , واخواني الشباب كمان حالتهم مو مراا , ومحد يتجرأ يبتسم ولو للمجامله . . .*
اليوم اول يوم بعد ايام العزااء كانت الساعه 5 ونص العصر , وماما جالسه عـ كنبتنا الحمراا وهند وفواز وعادل حاطين رووسهم على فخذها ..
ونورهـ جالسه جنبهم وتقراا قرآن بصوت هادي . . .
كانت ارجاء البيت مووحشه مرآآآ وتخووف بقوهـ , الكل هادي والبيت مافيه صوت , وما فيه لمبه غير لمبه الغرفه الا ماما واخواني جالسين فيها . . .*
" انا آآسفه يالغالين , صحيح اني ما توفيت بس هذا طريقنا كلنا , ماعليه راح ارجع لا تخافون علي ! "
فجأهـ تردد صدى صوت باب البيت الا كان ينضررب بقوهـ !*
" مين " , تردد هالسؤال بنفس الكل وهم منفجعين ..
سكرت نورهـ القرآن بهدوء وقالت وهي تقوم : بسم الله مين هذا الا يضرب الباب مثل المجنون . . .
قالت امي بصوت مبحوح وبعيونها الا صارت سوداا من جميع النوااحي من كثر البكي : روح شوف مين يا عادل . .
فزز عادل من مكانه وراح هو ونوره لعند الباب وفتحوه ..*
- ويييينها !! وينها الا ما تستحي على وجها !! وينها*
صرخت نوره بخوف وهي ترووح جري للصاله وتدور على حجابها , وعلى طول طلعت ماما من الصاله وراحت وهي متغطيه تشوف مين ذاا !
رفعت امي راسها وهي تطالع ملامح الرجال وهي مستغربه ومن المفاجأه قالت بخوف : عبد العزيز !!
نوره وهند وفواز كانوا جالسين يطالعون الا قاعد يصير من ورى باب الصاله وهم متخرعين وعادل واقف جنب امه ومنصدم ..
عبد العزيز بحاله جنونيه : ياللي ما تستحين على وجهك يالحقييرهـ , حطيتي سمعتنا بالارض*
قالت امي وهي منهاره وبدت دموعها تنزل : انت .. انت وش قاعد تقول !!
مد عبد العزيز يدهـ وضرب الباب ضربه قويه فزينا كوولنا منها , وقال بعصبيه : اذا انتي موب قادره تهتمين ببنات اخوي كان عطيتيني اياهم من اول ما طالبت فيهم ! بس تدرين كيف , انتي موب وجه مشااور . .
سارهـ ما ماتت الا من سبب عدم اهتمامك فيها " وقال بصوت ساخر " ولااااا وبعد رايحه امريكا , يا وجه الفقر بس , انتي وجه امريكا !!*
انتي اصلا انسانه مختله عقلياا وحرام عيال اخوي يجلسون معاك دقيقه وحده , والله الا رفع سبع سماوات وبسط الارض انهم بيجون معاي بالغصب وانتي اولهم , واذا ما تبين لأرووح للمحاكم واشرشحكم مثل البهايم , وحتى لو وصلت السالفه اني اقتلك وآآخذهم ما يهمني , انتي فاهمتني !!!
شهقت امي شهقه تخوّوف وحطت يدينها على فمها وطاحت على الارض وقامت تصيح بانهيار ..
وتجمع الكل وهم يبكون وخايفين عليها . . .
قالت امي بضعف وقله حيله وهي بتموت من البكى : جايين معاك يا عبد العزيز .. جايين معاك . . .
وبنفس اليوم , وتحديدا بعد صلاهـ العشااء*
كان الكل جااهز وماخذين شناطهم وتركوا البيت فاضي بدون اي شي والحزن ماليهم والدموع ما تفارق عيونهم . . .
مسحت امي على صورتي قبل لا تطلع من البيت وقالت وهي تبكي : ارجعي يا سارهـ , مكانك فاضي !
" يماا ! وربي خنقتني العبرهـ يا ناس >< "
وبهاللحظات رن جوال امي وكانت الخاله نهى تبغى تودعهم وهي المسكينه ماقدرت تجي للبيت لان ماما منعتها لانو عبد العزيز عمي بيعمل مصايب . . .*
ماما وهي تمسح دموعها : هذا احنا بنمشي*
خاله نهى وهي تبكي : مسافرين لجـده ؟*
ماما : ايه يالغاليه , لا تزعلين والا يسلمك ما ابغى اسمع صوتك آآخر مره وهو يبكي*
نهى : مو بكيفي ورربي , طيب ما قدرتوا تقنعونه انه يخليكم هنا كم يوم ؟
ماما : خلاص يا نهى , انا تعبت وربي تعبت , ما قدرت اربيهم زين وما اهتميت فيهم , لازم رجال يا نهى لازم ..
شهقت نهى برجفه وهي بعد ما فقدت اولادها بتفقد اعز صديقه لها وقالت بهمس : لا تقولين كذا !!
ابتسم امي بسخريه وقالت : للأسف هذي الحقيقه .." وسكتت وبعدين قالت بنبرهـ صوت غريبه وهي ماسكه صورتي " نهى ابي اوصيك على شي . .*
نهى بخوف وهي تمسح دموعها : سمي يا ام عادل ؟
ماما : سارهـ يا نهى , اذا رجعت ابغاها تكون عندك واللي يرحم والديك . . .
فتحت نهى عيونها وهي تقول بخوف : اعوذ بالله منك يا ابليس , سارهـ ماتت يا اختي , وشفيك لا تخوفيني عليك !
ماما : لا يا نهى , سارهـ ما ماتت انا عندي احسااس قوي , شي ما اقدر اوصفه وربي !! " وسكتت وبعدين كملت " اوعديني انها لما ترجع بتكون عندك وباحضانك , ما ابغاها تجي عند عمها , هذي سارهـ يا نهى
هذي سارهـ , وانتي تعرفين عمها وش راح يسوي فيها اذا جت , اوعديني يا نهى اوعديني !!
سكتت نهى وقالت برجفه : طيـ .. طيب , اووعدك يا بدريه , اوعدك*
ابتسمت امي ابتسامه هاديه وقالت : يالله شكلنا بنرووح . . .
بكت خاله نهى وما قدرت تقول شي غير : الله معاكم , وبحفظ الرحمن يالغاليين ..
وراح الكل لجدهـ بنفس الليله وهم تاركين وراهم بيتنا وذكرياتنا , واصدقائنا ومدارسنا وكل حاجه تتعلق فينا , وتركوني انا كماان !!*
والساعه 1 بالليل وصلواا اهلي لجدهـ والحزن وصل معاهم لآآخرهـ , ودخلواا للبيت الا شكله ما يطمن !
كان مدهور وحالته حاله وشكله مراآ قدييم , والحاره كمان ما تطمن . .
جلس عمي على الحصير الا بالارض وقال وهو ماسك بيده خمر : ترى بيتكم ببيعه , خلونا نستفيد منه ما يحتاج نعلقه عالفاضي , ومن اليوم وراايح كلاامي اوامر وانتواا بهايم عندي فااهمين !!
ما باليد حيله , ما قدروا يقولون غير : حاضر يا عمي . . .
" هذا هو عمي عبد العزيز , ما تغيير بالمررهـ , مدمن مخدرات وخمر , واكثر من مرهـ يمسكونه الشرطه ويطلع منها ..*
كان قااسي وما عمري شفت رجال اقسى منه , حتى ابوي احنَ !
كل همه الفلووس , طبعا مو حباا باحد بس عشان يشتري فيه هالسم ويجلس يسمر مع اصحابه . . .
متزوج من وحدهـ مثله ماعندها احساس او ضمير , وكمان هو عقيم ما يجيب عيال . . .
وحياته مراا تخوّوف وطبعا هو جايب اهلي عندوا مو حبا بأحد او عشان كلام الناس , هو جابهم عشان يخدمونه ويشتغلون بأي شي ويجيبون له الفلووس . . .
" للأسف يا ماما واخوااني , جبت لكم الشقى بدون قصد ! , سامحووني ساامحووني "*
اما انا . .
كانت حياتي بالاربع الايام الا فاتت كالتالي : اقوم اول وحده فيهم < من الفجعه دايم تجيني كوابيس > ومن الصباح هواش مع سعيد الا كان عكسي تماما , دايم هو كلامه الصح وانا الغلط < وربي شايف نفسواا بقووهـ !
وطبعا سوينا خبييصه بأشياء الناس وشناطهم , ولقينا اشياء يا سبحان الخالق , انواع الاكل والملابس والشنط والالوان والحوسه !
حتى العاب لقينا . . .
وللآن الجو هادي وما حصل بيني وبين سعيد اي موقف ينرفز او حاجه تخووفني منوو . .*
وطبعا اكتشفت اني ممثله درجه اولى , والصراحه قدرت العب الدور على نايف وقمنا نألف قصص وخرابيط وكل ما سألنا متى بيجون الاهل نقول انه الطياره تعطلت , وكل يوم عذر اقبح من الثاني < لحوول حاله وربي ><*
وطبعا وزعنا مهمات بسيطه على بعضنا , مثلا انا لما يجي الليل اشعّل النار , وسعيد يحدد اوقات الصلاه ويطبخ الاكل ويتابع السما يمكن تجي طياره او حاجه . .*
واما نايف يجلس يلعب لحاله < يا حظووهـ اوووف -_- !
اليوم الخامس , 6 وربع الصباح .
كنت اتمدد على كرسي الطيارهـ ومالي نفس اقووم وطاحت عيوني على فتحه الطياره الا وراا " اووف للحين انا هنا " , حطيت يدي على بطني وحسيت انه يعورني شوي < الصدق اني قمت من كثر ما كان العوار مزعجني خخخـ ..
" آآهـ وش ذا العوار من الصبح .. ! "
تعوذت من ابليس وقمت من مكاني بكسل واخذت منشفتي الزهريه من شنطتي وطلعت من الطيارهـ وانا امشي بشويش وشايله نعالي بيديني " ههه مجرمه حشى " شسوي بعد , عشان محد يقوم وعلى الاقل اقدر آآخذ راحتي لما اروح ورى الشجر < خخخـ افهمومها عاد > هوع*
المووهيم ..
ورحت ورى الشجر كعادتي وبعد ما خلصت كل حاجه طلعت وانا مصحصحه وابتسم وجالسه اسكر سحاب جنزي ..
- ههههههه شتسوين !
فزيت من الصوت اول ما سمعته ورفعت راسي بخوف وشفت سعيد قدامي , " يوووهـ وش ذي الفشله " , بعّدت يديني عن السحاب وانقلب وجهي الواان < ههههـ !
ابتسم بهدوء وقال : قايمه بدري اليوم , شفيك ؟
سارهـ بخجل وارتباك : هـ .. هاآهـ , مافيه شي , سمعت صوت شي ورحت اشوف وشو ! < ابووك يالترقييعه >< هههههههه مخ مقفل لا تلوموني توي قايمه !
كتم ضحكته وهو يمشي لجهه الاغراض وقال : وتتمشين بالمنشفه , ليه طيب ! . . .
" يووووووه منه , لزووم الاحراج عالصبااح , يعني عارف وش اسوي وغصب تسألني وتخليني اكذب < يا كثر سيئااتي من اول ما ضعت , آآهـ "
تأففت بخجل وقلت وانا اصرّف الموضوع : المهم قولي , مافيه خبر يسر !
سعيد وهو يحوس بالشناط وكأنه يدور على شي : يعني مثل وش , ابد على حطت ايدك ..
تأففت وانا اتربع عالارض واحك راسي , " ياربي احس انه بيجيني قمل , صار لي 4 ايام ما تسبحت , لحوول "
لف عليّ وقال : شفيك تحكين ؟
قلت بعباطه وانا متقرفه , ونسيت اني اكلم ولد : مدري شكلي يبغالي اتسبح ..
انفجر سعيد من الضحك على هباله سارهـ , وانا حسيت على نفسي " يووهـ ما تعودت عليه , كله على بالي واحد من اخواني , اووف يالفشله " !
قال وهو يمسح دموعه من كثر ما ضحك : الله يرجك , روحي تسبحي موب ناقصين قمل !
تأففت بضيقه صدر وقلت بهدوء : مدري ماني مرتاحه موب عارفه اسوي شي , آآسفه*
تأفف بهدوء وجاا جلس جنبي وقال : ليش كذا ياساره , وش قلنا حناا من اول موب عطيناك كرت الامان , خلاص كلمه رجال . . .*
طالعت بعيونه الا كانت هاديه بالمرهـ وجاده بنفس الوقت " قلتها من اول وبرجع اقولها , عيونه حلوهـ ! ", ودفنت راسي برجوولي بسرعه وشهقت بخووف بسيط ..
سعيد : وربي ما تبكين , خلاص قلنا لك كلمه رجال وش بك !
بكيت بدموع هاديه وحارهـ وقلت برجفه وانا لسى دافنه راسي " اتحاشى نظراته " : مدري ما احس امان , المكان موحش , آآسفه يا سعيد وربي آآسفه !
" وربي ما اكون سعيد الا ومخليك تتروشين , ناقصني دلع انا " ابتسمت بخبث وقمت وانا اسحب يدها بقوهـ وماسكها واجري للطياره ..
" وش فيه " قلت وانا منفجعه : سعيد وقف , وقف شفيك !
وقف عند باب الطياره وانا واقفه وراهـ وهو ماسك يدي , التفت لي وقال وهو يتلهث من الركض : ادخلي جهزي اغراضك يالله , مافيه بطاقه امان الا لما تتسبحين , وبعدين وع ريحتك قرف !
توّردت خدودي ولا شعوريا شديت ملابسي وجلست اشمهم ! " مافيهم ريحه , عاد لو هو يشم شي ثاني < احم الرجاجيل ما يقصرون بحاسه الشم هوع ! "
تأفف وقال بنفاذ صبر : تحركي وش فيك ؟
رفع حاجبه اول ما شافني مبّلمه وماني معاهـ , وفجأه !
مد يدينه على خصري وشالني من الارض " جاك الموت يا تارك الصلاهـ , تبينها عناد ماني بمقصر ! "*
انفجعت لما شالني وجلست ارفسه برجوولي وانا حاطه يديني على كتوفه , كان رافعني عالي مراا !
قلت وانا مستحيه ومستغربه بنفس الوقت وفاتحه عيوني عالآآخر : سعيد نزلني !! نزلني سعيد !
ابتسم بخبث وقال : وربي النزله بسبحه , هاهـ اتفقنا ؟
قلت بخوف وانا احرك رجولي واضربه فيهم : لا يا سعيد , اووف مو كذا , نزلني تكفى !!
ضحك ضحكه حلوهـ وجلس يدور فيني وكأنه جالس يدور بطفل صغير ! , كنت مراا مرتبكه وقلت وانا مقهوره وحدي متنرفزه : نزلني يالله نزلني !!
سكرت عيوني الا بدت الدموع تنزل منها وجلست ارفس فيه " انا ماني بلعبه !! ليش يعاملني كذا "
قلت بخوف وانا دموعي تنزل على جبهته : بعّد عني , بعّد !
استغرب من دموعي ووقف دوران " من صدقها ذي , ليه تبكي " !
ولما جااء بينزلني ومن كثر ما انا ارفس فيه اختل توازنه ورجع لورى وطاح على ظهرهـ بالارض بقووهـ وهو ضامني وخايف اني اطيح انا عالارض !!
قمت وانا راسي مدفون بصدرهـ وهو ضامني بقوهـ !
- آآآهـ*
رفعت راسي بخوف وقلت : سعيد !! شفيك !
-