السلام عليكم ....
هذا اول موضوع لي واتمنى ان يعجبكم انا ماخذته من كتاب شوربه دجاج لحياة المرأه قسم عن الحب وهي قصه الورده البيضاء للكاتبه مارشا ارونز واتمنى تعجبكم القصه مثل ما عجبتني
الورده البيضاء
كلما اتى عيد ميلادي تصلني في منزلي ورده بيضاء مجهولة المصدر , وقد بدأ هذا الامر منذ ان بلغت ال12, ولم اكن اجد كارت ولا اهداء , ولم تفلح اتصالتي المتكرره ببائع الزهور في معرفة من يبعث بهذه الورده , إذ إنها كانت تشتري نقدا دائما , وبعد فترة توقفت عن محاولة كشف هوية المرسل , وقد كنت أشعر بالبهجه للجمال والعبير الفواح اللذين تتمتع بهما هذه الورده البيضاء السحريه الرائعه المستكينه في ورق رقيق شفاف قرنفلي اللون .
بيد لنني لم اتوقف عن تخيل صورة من يرسل هذه الورده , وكنت اقضى بعضا من اسعد لحظات حياتي في احلام اليقظه وانا اتخيل شخصا رائعا جذابا لكنه خجول جدا او غريب الاطوار ولا يريد الافصاح عن هويته , وفي سنوات المراهقه كان يروق لي ان ارى المرسل فتى احلامي او حتى شخصا ما شاهدني لكني لا اعرفه .
وكانت امي غالبا تساعدني في تخمين , حيث اعتادت ان تسالني اذا ما كان هناك شخص ما ابديت نحوه اهتمام خاصا او اسديته معروفا ويريد بدوره ان يظهر امتنانه وتقديره دون ان يظهر نفسه , واخذت تذكرني بتلك المرات التي كنت اركب فيها الدراجتي وارى جارتنا وهي تقود سيارتها مكتظه بالسلع والاطفال , فقد كنت دائما اساعدها في حمل ونقل السلع من السياره ومنع الاطفال من الخروج الى قارعة الطريق . او ربما كان المرسل غامض الشخصيه هو ذلك الرجل العجوز القاطن بالجبهه المقابله من الشارع , فقد كنت اذهب إليه لاسلم له بريده الخاص في ايام الشتاء , وبذلك اعفيه من مشقته الهبوط والصعود في تلك الايام البارده .
وقد بذلت امي قصاري جهدها محاولة اثراء خيالي بشان صاحب الورده البيضاء , فقد كانت تريد لابنائها ان يكونوا مبدعين , كما كانت تريدنا ان نشعر بالحب والتقدير ليس فقط من جانبها وانما من العالم باسره .
وقد حدث عندما كنت في 17 ان حطم قلبي احد الفتيان , ولازلت اتذكر تلك الليله التي اخبرني فيها بانها ستكون اخر مره نلتقي فيها , وعندما بكيت بكاء مرا حتى غلبني النوم , وعندما استيقظت في الصباح وجدت رساله مكتوبه على مرآتي بطلاء الشفاه الاحمر تقول :(( اعلمي تماما انه لا ياس على ما فات , فما هو آت خير مما مضى )) وجلست افكر في هذا الاقتباس الماخوذ عن إيمرسون لفتره طويله وتركته في مكان الذي كتبته فيه امي حتى تجاوزت هذه ال**** والتامت جراحي , واخير وعندما ذهبت لاحضر منظفة الزجاج ادركت امي ان كل شي اصبح على ما يرام مرة اخرى .
ولكن هناك جروح لم تستطع امي ان تداويها , فقبل تخرجي من الدرسه الثانويه بشهر توفي والدى فجأه إثر أزمه قلبيه . وقد اخذت مشاعري تتدرج من الحزن بسيط الى عزله ثم الى خوف وشعور بعدم الثقه والامان , ثم الى غضب جارف لان ابي لم يشهد بعضا من اهم الاحداث في حياتي , ولم اعد ابالي تماما بمسالة تخرجي المنتظر او بالمشاركه في مسراحية الكبرى و احتفال آخر العام , وهي احداث لطلما استعددت لها وتطلعت اليها بل انني فكرت في الالتحاق باحدى الجامعات داخل بلدي بدلا من السفر الى مكان آخر كما كان مخطط حيث انني شعرت بان ذلك سيكون اكثر امان .
ونظرا لانغماس امي في احزانها لم اشعر بما يعتمل بداخلي من مشاعر الافتقاد و الحرمان , ولقد حدث قبل وفاة ابي بيوم ان ذهبت معها للتسويق واختيار ثوب لي لاحضر به حفل نهاية العام ووجدنا ثوبا رائعا مصنوعه من القماش السويسري المرقط بالحمر والابيض والازرق , وعندما ارتديته شعرت وكانني ساكرليت اوهارا بطلة ذهب مع الريح ولكن حجمه لم يناسبني وعندما توفي والدي في اليوم التالي نسيت امر هذا الثوب تماما .
ولكن امي لم تنس , ففي اليوم السابق لحفلة نهاية العام وجدت هذا الثوب وقد صار حجمه مناسب ينتظرني وقد لف بطريقه رائعه ووضع على الاريكه الموجوده بغرفة المعيشه , ثم قدم الي باسلوب جميل يفيض بالحب و الحنان وربما لم يكن ارتداء ثوب جديد يعنيني او يشغل بالي الا انه ايا ما كان يعنيه ذلك فقد اسعدني .
لقد كانت تهتم بمشاعرنا نحن الابناء وقد بثت فينا احساسا سحريا بهذا العالم ومنحتنا القدره على رؤية الجمال حتى في وقت الشدائد و الازمات .
و في الحقيقه الامر كانت امي تريد من ابنائها ان يروا انفسهم مثل الوردة البيضاء ( جميله قويه رائعه وذات عبير ساحر وربما قليل من الغموض ).
وقد ماتت امي وانا في 22 من عمري بعد عشرة ايام فقط من زواجي وهو نفس العام الذي توقفت فيه أرسال الورده البيضاء.
اتمنى اني ما طولت عليكم بالقصه او ممللتكم بس صج انا حبيت هالقصه واتمنى انها تعجبكم
تحياتي sknawa